اين الخلل ؟

يصيبني الشجن والحنين فيترادفان على اعتاب نفسي عندما احاول تذكر الماض القريب الذي يزداد بعدا في كل يوم , بداية التسعينيات كنا طلابا في المرحلة المتوسطة تضمنا متوسطة نعاس عبد الله على اطراف مدينتي نتقاسم النوايا الطيبة انا وزملائي الذين ما زلت اذكرهم واذكر كل تصرفاتهم الرائعة ..فهذا يبيع الحمص المحمص الملفوف في اوراق كراسته (كورني) وهذا يروج للتبغ المحلي (الشمة المحكوكة) و آخر يواعد اصحابه للعب ماتش في كرة القدم و..و..



وعلى الرغم من كل هاته التصرفات الولدانية الا ان جانب التحصيل العلمي لم يكن غائبا وهذا من شدة حزم الاساتذة الذين كانو يدرسوننا ابان ذاك الزمن الجميل ناهيك عن حزم الوالدين فوالد يراقب كراسة ابنائه واخر يمنع ابناءه من الخروج بعد صلاة المغرب و هكذا دواليك .
اذكر اننا لم نكمل ذاك العام الدراسي حتى تم افتتاح اكمالية في حينا " اكمالية بوضياف "قبل ان تحول الى ثانوية , عشقنا الى وجود هيكل مدرسي بحينا دفعنا الى شغف التحويل من مؤسسة الى اخرى فحولونا اوتوماتيكيا انا وبعضا من جيراني وراح الزمن يتغير شيئا فشيئا وتغير الجيل بل وتغيرت العقلية البشرية التي كانت حاضرة ابان ذاك الزمن الجميل ..
اكثر من عشريتين تمران دون ان اشعر بها لا انا ولا من اعرفهم, الا حين يلتقي بعضنا فنحاول تذكر بعضا من تلك المغامرات ..
الغريب في الامر ان بعضا من هذا الجيل يصفون ذاك الزمن بالزمن الرائع ويرون هكذا رغم عدم حضورهم له , وعندما تسألهم عما يعايشونه في يومياتهم داخل المحيط المدرسي يلعنون واقع الحال !! هنا يبقى السؤال مطروحا , فهل السبب في طغيان التكنولوجيا ام غياب الوازع والردع ؟ ام ان الدنيا جات على اخمال كما يقولون ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مسابقة وطنية للالتحاق بالتكوين للحصول على شهادة الكفاءة المهنية لمهنة الموثق أفريل 2018

مسابقة توظيف بوزارة الصحة 6000 منصب

نصيحة لكل العزاب